*
كَمْ هِيَ مُؤلِمَة زيادة إيماني بالنفسِ الأمّارةِ بالسوء، فبالرغم من مرور شهرٍ كريم صَفَت فيه نفوس بني البشر من كلِ شائب، و من وساوس كلّ شيطان مَرِيد؛ إلّا إن بَعْضُنا لم يَزَل يحمل حقداً، و ضغينة، و كراهية، و لُؤم، بإرادته هو، و باختيار نفسه!
دعوةٌ .. لتصفية النفوس في ماتبقّى لها من سويعات النقاهة، هُناك متّسعٌ من الوَقْت يكفي لأن نُسامح به جميع من حولنا، و لدينا من الوقتِ مايكفي لنُزيل بقايا ضغائن و أحقاد، و لدينا من الفرص مايكفي للمبادرة في السلام؛ ورفع الخلاف و الكُره، و إن لم يُلاقي استحسان، فَأينَ نَحنُ من أخلاق رَسولِنا الكريم، الذي لطالما بادَر بإحسان، وان لم يَلقى مقابلاً ايجايباً، و من نحنُ حتى لا نُسامح و نَصفَح، وخالقنا ، و خالق من جعلنا بيننا و بينهم الحواجز ، و خالق كل شيء يَعفو و يُصفِح و هو دَوماً عند حسن ظنّ عباده به، و هو الخالقُ ، و القادر ، و المالك ، ذو العرش المجيد، الفعّال لما يُريد ؟
قِف مع نَفْسك، و اغتنم ما تبَقّى لك من فرص، فليس منّا من ملَك ضماناً لبقائه لِيَشهد رمضاناً آخر؛ فيُبادر بالاحسان بنفسه التي لا يَشُوبَها شائب، بادِر، الآن!
` اللهم أرزقنا بُلوغ رمضان، أعواماً عديدةً بصحبة من نحبّ ، و اجبر كسر قُلوبنا و أفئدتنا على فراق خير الشهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق