*
اشتياقُ اللقاء عند انقطاعه مؤلم، و كَذلِكَ هيَ ذِكْرَيات الوداع، و ما يَجْعَلُها كذلك هوَ أنّ كُلُّ تَفاصِيلِها و أدَقُّها تبقى معلّقة و مرسومة في الذهن، فلا يَلْبَث القلب أن يتجاهل إحداها؛ إلاّ و العقل يثير أخرى !
و ما يَجعلها أَكثر إيلاماً حين تَرْتَبِط الاثنتان في نطاقٍ جغرافيٍّ واحد، فلا تعلم حين تذكُّرِه، أو تَوَاجُدُك فيه، أيّها تتذكّر؛ هل اللقاء أم الوداع؟
هل تَبْتَسِم شوقاً لذكرياتِ أحاديث أول لقاء؟ أم تعضّ شفتاك ندماً كما فعلت بعد مغادرتك لهذا المكان معلناً الوداع؟
هل تغمض عيناك لتتذكّر كيف احتضنت عيناكما بعضها أول لقاء؟ أم تغمضها لتُسيطر على دمعاتك التي تسارعت عندما تذكّرت نظرات الوداع؟
هل تضمم يداك لتتذكّر رجفتها في أول لقاء؟ أم تستشعر حسرة كفيّكما عندما تفارقا حين الوداع؟
لَيْتَها اختلفت الأمَاكن...
لَيْتَها تنوّعت..
و تَبَاعَدَت
ليتَ لقاؤنا لم يتمّ فيما تمَ فيهِ وَداعُنا..
لكي لا تُظلم حلاوة اللقاء
ولا ترتبط بمرارة الوداع …
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق