الخميس، 23 يونيو 2011

سماء الغروب ..


*

دائماً ما أَرى نفسي في سماء الغروب، في تلك السماء التي تتوّسط مرحلتين، في ذلك الوضع من الوسطية، الذي يأبى أن يكون في أي وضعٍ تامٍ بحت، فليست هي بسماء مساء، ولا سماء نهار..

ودائماً ما أرى في تلك السماء من جمال - ليس لأنها تشبهني - ، بل لجمالها فعلاً، فبها من الألوان ما يلوّن مشاعرنا، و يُهيّؤها لتتقبّل ظلام المساء الحالك، و بها من اللطف ما يمسح على عقولنا لتقبّل فكرة توالي الليل و النهار، وبها من الخفّة ما يجعلها قصيرة في زيارتها لنا في كل يوم، وبها من الحب ما يملأ ارواحنا لمحبّتها.. و لحب الليل من حبّها،

 لك أن تتخيّل مساء مُداهم بعد نهار .. دون فترة غروب؟ 

كما أن فترة الغروب بها درس من الاشتياق، فتعلّمنا أن نشتاق النهار، و تعلّمنا ترقّب المساء…


وأنا كذلك..

ليست نرجسية، أو فرط تقديرٍ للذات، بل اننّي أراني في سماء الغروب في وسطيّتها، وفي اعتدالها، و في أنها تأبى أن تكون في وضعٍ تامٍ بحت، بل قد أخذَت من كل شيءٍ القليل، و من كل جميلٍ يحيط بها جمالاً، فأخذت من النهار شمسه الدافئة، و سماؤه الصافية، و أخذت من الليل هدوؤه و سكينته، و جعلت لنفسها كياناً خاصاً بكل ما اختارت ان تقتبسه من غيرها..

و رفَضت أن تكون متميّزة بجديد لم يَسبق للغير ان يمتاز به، ربّما للخوف من التجربة؟ أو ربما للخوف من الفشل؟ أو ربما ….. لا أعلم! بل المعلوم أنها أنشأت لنفسها جمالاً من جمال ما يحيط بها!

و أنا كذلك….



*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق